بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فهذه قصيدة جميلة في آفات اللسان وفضيلة حفظه للشاعر ابي القاسم نصر بن احمد
قال [من بحر الطويل]
لسان الفتى حتف الفتى حين يـــجــهـــل ... وكلّ امرئ ما بين فــكّــيــه مـقـتل
إذا ما لسان المرء أكـــثــــر هــــــذره ... فذاك لسان بالــــبـــــلاء مـــوكّــــل
وكم فاتح أبواب شــــرّ لــنــفـــســـــــه ... إذا لم يكن قفل على فيه مـــقـــفــل
كذا من رمى يوما شـــرارات لــفــظه ... تلقّته نيران الجوابات تــشـــعــــــــل
ومن لم يقيّد لفظه مـــــتـــــجــــمّـــــلا ... سيطلق فيه كل ما ليس يجمـــــــــل
ومن لم يكن في فيه ماء صـــــيــــانـة ... فمن وجهه غصن المهابة يذبــــــــل
فلا تحسبنّ الفضل في الحلم وحـــــــده ... بل الجهل في بعض الأحايين أفضل
ومن ينتصر ممّن بغى فهو ما بــــغـى ... وشرّ الــمــســيــئــيـن الذي هو أوّل
وقد أوجب الله القـــصــاص بــعــــدلـه ... ولله حكم في الــعــقــوبــات منــزل
فإن كان قول قد أصاب مــــقـــــاتـــلا ... فإنّ جواب القول أدهى وأقــــتـــــل
وقد قيل في حفظ اللسان وخـــــزنـــــه ... مسائل من كل الفضائل أكــــمــــل
ومن لم تقرّبه ســـلامـــة غــــيـــــبـــه ... فقربانه في الوجه لا يتـــقـــبّــــــــل
ومن يتّخذ سوء الــتــخـــلّـــــف عــادة ... فليس عليه في عـــتــاب مـــعــــوّل
ومن كثرت منه الوقيعة طــالـــبـــــــا ... بها غرّة فــهــو المــهــيــن الــمذلّل
وعدل مكافاة المسيء بـــفـــــعــــلـــه ... فماذا على مــن فـي الـقـضيـة يعدل
ولا فضل في الحسى إلى من يحسّـها ... بلى عند من يزكو لــديــه الــتــفضّل
ومن جعل التعريض محصول مزحه ... فذاك على المقت المصرّح يحــصـل
ومن أمن الآفات عــــجـــبـــا برأيـــه ... أحاطت به الآفات مـن حيث يجهـــل
أعلّمكم ما علّمتني تـــجــــاربــــــــي ... وقد قال قبلي قـــائــــل مـتــمـــــثّـــل:
إذا قلت قولا كنت رهــــــن جــوابه ... فحاذر جواب الســـوء إن كــنت تعقل
إذا شئت أن تحيا سعـــيدا مــســلّــما ... فدبّر ومــيّــز ما تقــــول وتـــفـــعـــل