المقل الأزرق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أوجد الأشياء بحكمته ، وابتدع المخلوقات إظهارا لقدرته، وفضل الإنسان على سائر المخلوقات برحمته، وجعل له دواء يقيه الداء بمشيئته ، وصلى الله على رسوله سيدنا محمد خيرته من خليقته ، وعلى آله وصحبه وذريته.

وبعد :

فهذا هو بخور المقل الازرق:

والمقل يقال له ايضا : كوكر - كورا - كَنكَل - كُلْكُل - كِنكِل - راحة الأسد - اللبان الشامي - خروب السودان. المقل المكي - مقل اليهود - وهو غير مقل الروم، وبالهندية دوادهر، ويسمى الدوص.
والمقل عند الإطلاق يُراد به صمغه ، فإن كان مرا ومائلا إلى الحمرة فالمقل الأزرق ، أو إلى الصفرة فمقل اليهود، وكلا النوعين صمغ شجر كالكندر بأرض الشحر وعُمان وهو عظيم جدا :

أو إلى غبرة وسواد فهو الصقلي ، وكثيراً ما يجلب هذا من المغرب ، ويُطلق المقل على شجر كالنخل فان كان ثمره رطبا يُسمى النهس اويابسآ فالوقل وليفه المعروف بالمسد واما المكي فهو " شجر الدوم " يؤكل في المجاعات ، وهو ضرب من البلوط في الحقيقة وصمغه بمصر يسمى اللبان الشامي فلا أدري كيف التبس على بعضهم بالمقل.

وقد يغش المقل بالمر والفرق بينهما لزوجة المقل وبريقه وهو يجتنى كالصموغ ، وقد يُدرك في أبيب ، وأجوده الصافي البراق الأصفر المر السهل الانحلال ، تبقى قوته عشرين سنة ، وهو حار في الثالثة يابس فيها أو في الثانية .
ثم الأزرق الصافي المر الطعم النقي من العيدان السهل الانحلال الطيب الرائحة لدخانه رائحة الغار .