ففى لفظ الجلالة -الله- من الأشياء العجيبة التى أردتُ أن يعلمها الجميع فهى تخفى على خلق كثير وهى كالآتى :
لفظ الجلالة-الله- عَلَمٌ على رب السماوات والأرض وما بينهما وليس سواه سبحانه فلا يُسمى به غيره من الخلق.
وهو اسم لا يُثنى ولا يُجمع ولا يُكبر ولا يُصغر ,وهو أعرف المعارف,يعرفه البار والفاجر والقاصى والدانى حتى المشرك والكافر,ويعرفه الجماد والطير والوحوش والجبال والأشجار والأنهار والبحار وكل ما فى السموات و الأرض وما بينهما وما بعدهما "وإن من شئ إلا يسبح بحمده"
وقيل فى قوله تعالى:"هل تعلمُ له سميا" أى هل تعرف أحدا فى البر والبحر والسهل والجبل والمشرق والمغرب اسمه -الله-غير الله ؟....
وقال محمد بن ادريس البحيري :هو اسمه الأعظم عند جماعة من حذاق العلماء.
وآلية ذكر اسمه سبحانه وتعالى على اللسان البشري لها نغمة متفردة . فمكونات حروفه دون الأسماء جميعها يأتي ذكرها من خالص الجوف , لا من الشفتين. فـلفظ الجلالة لا تنطق به الشفاه لخلوه من النقاط ..
اذكروا اسم... (الله) الآن ، وراقبوا كيف نطقتموه هل استخرجتم الحروف من باطن الجوف أم أنكم لفظتموه ولا حراك في وجوهكم وشفاهكم ومن حكم ذلك أنه إذا أراد ذاكر أن يذكر اسم الله فإن أي جليس لن يشعر بذلك .
ومن إعجاز اسمه أنه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو .
وكما هو معروف أن لفظ الجلالة يشكل بالضمة في نهاية الحرف الأخير
" اللهُ " وإذا ما حذفنا الحرف الأول يصبح اسمه لله كما تقول : {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [آل عمران: 109]
وإذا ما حذفنا الألف واللام الأولى بقيت " له " ولا يزال مدلولها الإلهي كما يقول سبحانه وتعالى : {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ } [البقرة: 255]
وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت الـ "هـ" وهي الضمير العظيم في نحو "عنده" - "اليه" - "نفسه" واسمه بالعبرانية وان اشبعت الضمة صار " هـُو " وتبقى الإشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه : {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 70]
قال البحيري : وإذا ما حذفت اللام الأولى بقيت " إله " وهو اسم تام ،
واذا حذفت اللام والهاء صار "ال" وهو اسمه بالسريانية
واذا حذفت اللامين صار "آه" وهو اسمه بالعبرانية
واسراره لا تعد ولا تحصى، قال في قصيدته:
هو الله اسم الجلالة قائـــــــــــــــم ... عظيم به الصديق يرقى الى العلا
واعظم اسماء الجميع كما اتى ... وذكر محب صادق قد تبتلا
وفيه من اسماء المهيمن اربع ... اله وال ثم اهـ وهو كما تلا
وذكره يؤتى بالاجابة ان يدم ... عليه وان عن حاله ينتحى فلا
ومن سره يؤتى الاجابة للدعا ... ويقهر ارباب التكبر والعلا
ويثمر حب الدين والخير والتقى ... كما عن اولي التحقيق يتلى وينقلا