بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
قال الشيخ الوزاني رحمه الله:
والذِّكْرُ مع قراءة الأحزاب ... جماعةً شَاعَتْ مَدَا الأحْقَاب
وهاك شرح مفتي المغرب في وقته العلامة الفقيه الشيخ عبد الصمد كنون رحمه الله تعالى قال :
" (( والذكر مع قراءة الأحزاب )) على صوت واحد (( شاع )) وفشا في المساجد (( مدا الأحقاب )) أي أزمان كثيرة، فقد قال العلامة أبو العباس سيدي أحمد بن يوسف الفاسي رحمه الله في تأليف له في هذا المعنى: الذي عليه الجمهور من سلف هذه الأمة وخلفها، المتحققين بقواعد الشريعة وفروعها، واتفق عليه الصوفية وكافة أهل الأقطار في متأخر هذه الأعصار، ومضى به العمل ولم يزل معروفا جواز الجهر بالذكر واستحبابه ، وكذا الجمع له . اهـ
ومن جواب لأبي الفضل العقباني ما نصه: ومما يقع السؤال عنه هنا الاجتماع على الذكر هل له أصل في الشربعة يهدي إليه ؟.
فأقول: وقع في الصحيحين عن ابي هريرة وأبي سعيد الخدري أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده"، ومثل هذا الخبر في الصحيح في الاجتماع على تلاوة القرآن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وحفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده ".
قال المازري :وظاهره يبيح الاجتماع لقراءة القرآن في المساجد،وإن كان مالك كره ذلك في المدونة، ولعله إنما قال ذلك لأنه لم ير السلف يفعلونه مع حرصهم على الخير. قال بعض الشيوخ : ولعله من البدع الحسنة، كقيام رمضان وغيره، وقد جرى العمل ببلدنا بين أيدي العلماء، والأمر فيه خفيف، وجرى الأمر عليه في المغرب كله، وفي المشرق فيما بلغنا، ولا نكير، وهو من باب التعاون على الخير وعمل البر ووسيلة لنشاط الكسلان، وقد نصوا على أن حكم الوسائل حكم المتوسل إليه اهـ " انتهى كلام الشيخ كنون رحمه الله .
جنى زهر الآس في شرح نظم عمل فاس لعبد الصمد كنون (ص:138-139).
وقال الإمام البرزلي المالكي رحمه الله تعالى في نوازله:"وأما اجتماعهم للقراءة،فعن مالك قول بالجواز،وهو ظاهر الأحاديث في فضل اجتماعهم لحلق الذكر والقرآن،وعليه عمل الناس اليوم في الأمصار" .
وقال ابن ناجي رحمه الله تعالى:"والعمل على جوازه" .
وسئل العلامة ابن لب الأندلسي المالكي رحمه الله تعالى شيخ الشاطبي عن قراءة الحزب في الجماعة على العادة:هل فيه أجر، مع ما نقل ابن رشد فيه من الكراهة؟، فأجاب:"لم يكره ذلك أحد إلا مالك رحمه الله تعالى على عادته في إيثار الإتباع، وجمهور العلماء على جوازه واستحبابه، وقد تمسكوا بالحديث الصحيح :"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ".
ثم إن العمل بذلك قد تضافر عليه أهل هذه الأمصار والأعصار ، وهذه مقاصد من يقصدها فلن يخيب من أجرها ، منها تعاهد القرآن حسبما جاء فيه من الترغيب في الأحاديث ، ومنها تسميع كتاب الله لمن يريد سماعه من عوام المسلمين ، إذ لا يقدر العامي على تلاوته فيجد بذلك سبيلا إلى سماعه ، ومنها التماس الفضل المذكور في الحديث، ولم يخصص وقتا دون وقت ، ثم إن الترك المروي عن السلف لا يدل على حكم ، إذ لم ينقل عن أحد منهم أنه كرهه أو منعه..، وشأن نوافل الخيرات جواز تركها ، والحق أن فيه الأجر والثواب ، لأنه داخل في باب الخير المرغب فيه على الجملة" .
المعيار المعرب للونشريسي (1/155-156).
حكم قراءة الجماعة بصوت واحد في مذهب المالكية.
قراءة الناس بصوت واحد ... مجتمعين مثلا في المسجد
أو غيره فيها خلاف مستطر ... بين رجال العلم أنجم البشر
فمالك إلى الكراهة ذهب ... كما حكاه النووي وابن رجب
وذاك مقتضى كلام المتقي ... سحنون وعن ذاك الامام العتقي
وهو الذي شهره في المختصر ... أبو المودة خليل المشتهر
والنووي مال إلى استصواب ... مذهب من قال بالاستحباب
وجاء هذا القول في التبيان ... عن غير مالك من الاعيان
قلت: وقد جرى بهذا المذهب ... عملنا معشر أهل المغرب
من عهد مهديّ الموحدين ... وهْو من أعظم المحققين
لظاهر الاخبار والأثار ... وتبعا للسلف الأخيار
والمنع عن جميعهم إن تشتمل ... على الزيادة أو النقص نُقل
قلت: ما ورد عن الإمام مالك رحمه الله تعالى من الكراهة، فقد ورد عنه خلافه، والقول بجواز ذلك، والقاعدة:أنه إذا تعارضت الرواية عن إمام فالمأخوذ بها هي الرواية الموافقة للدراية، كما هو مقرر في محله،وعليه فالراجح من قول الإمام مالك رحمه الله تعالى هو القول بجواز الاجتماع على قراءة القرآن، وبه أخذ جمهور المالكية .
الادلة على جواز قراءة القرآن جماعة بصوت واحد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - حديث ما اجتمع هو من بين الادلة الكثيرة الدالة على استحباب الذكر الجماعي، وسأنقل لك الحديث ومن فسره بهذا المعنى.
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» رواه مسلم في صحيحه وغيره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال النووي:
وفي هذا دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد وهو مذهبنا ومذهب الجمهور وقال مالك يكره وتأوله بعض أصحابه.
شرح النووي على مسلم (17/ 21). ومثله عن المباركفوري، والسيوطي.
وقال العلامة المجتهد ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى :"قوله عليه الصلاة والسلام:"وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم":هذا دليل على فضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد" .
شرح الأربعين النووية،لابن دقيق العيد(ص:112).
ويقول العلامة الفقيه الهيتمي رحمه الله : " فيه – أي الحديث – فضيلة الاجتماع على تلاوة القرآن والذكر في المسجد، وهو مذهب الجمهور" .
فتح المبين (ص:259).
ويقول العلامة الصنعاني رحمه الله تعالى :" دل الحديث على فضيلة مجالس الذكر والذاكرين، وفضيلة الاجتماع على الذكر" .
- سبل السلام للصنعاني (4/213).
وقال المناوي رحمه الله تعالى عند قوله عليه الصلاة والسلام:"في بيت من بيوت الله":"أي مسجد،وألحق به نحو مدرسة ورباط، فالتقييد بالمسجد غالبي، فلا يعمل بمفهومه" .
قال:"وفيه رد على مالك رحمه الله تعالى حيث كره الاجتماع لنحو قراءة وذكر، وحمل الخبر على أن كلا منهم كان مع الاجتماع يقرأ لنفسه منفردا، وفيه استنباط معنى من النص يعود عليه بالإبطال، إذ لا اجتماع حينئذ" .
فيض القدير للمناوي (5/409).
وقال العزيزي رحمه الله تعالى عند قوله عليه الصلاة والسلام:"يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم":"أي يشتركون في قراءته بعضهم مع بعض، ويتعهدونه خوف النسيان" .
السراج المنير شرح الجامع الصغير للعزيزي (3/254).
وقال العلقمي رحمه الله تعالى في ( الكوكب المنير شرح الجامع الصغير) :"ففي هذا الحديث دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد" .
الكوكب المنير شرح الجامع الصغير للعلقمي (3/254).
فانظر الى الحفاظ كيف ردوا على مالك وكيف استنبطوا من الحديث جواز الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد" .
2 - عن محمد بن سيرين أن عمر بن الخطاب كان في قوم وهم يقرءون القرآن، فذهب لحاجته، ثم رجع وهو يقرأ القرآن، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين أتقرأ القرآن ولست على وضوء؟، فقال له عمر: من أفتاك بهذا أمسيلمة؟!!
ـــــــــــــــــــــــــــ
فقوله " في قوم يقرؤون القرآن " ظاهر في القراءة الجماعية بالجهر، وإنما قلنا إنه ظاهر في القراءة الجماعية لأن هذا هو المتبادر إلى الذهن من قوله:" قوم يقرؤون "، وقلنا إنها جماعية دون قراءة الواحد وإنصات الباقين لأن هذا لو كان هو المراد لقال الراوي:" في قوم يُقرأ عليهم القرآن "، ولأنه ساواهم جميعا في الفعل الذي هو القراءة، ولو كان الواحد قارئا والآخرون مستمعون لميز بينهم، وإنما قلنا إنها قراءة جماعية دون أن يكون كل واحد منهم يقرأ لوحده لأنه خلاف الظاهر، ولورود النهي عن ذلك، كما في الحديث:" ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة " أي لا يرفع صوته، رواه أحمد وغيره.
3 - عن أبى هريرة، - رضي الله عنه - قال: حدثني رجلان كلاهما خير منى إن لم يكن أظنه قال أبو بكر أو عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فلا أدري من هو، أن أحدهما سجد في (إذا السماء انشقت) وفي (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، قال: وكان عبد الله بن مسعود إذا قرأ النجم مع القوم سجد، وإذا قرأها في الصلاة ... ". السنن الكبرى للبيهقي (2/ 323).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقوله:" إذا قرأ النجم مع القوم سجد ": ظاهر في القراءة الجماعية.
4 - عن أبي غالب أن أبا أمامة كان يكره الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس وبعد الفجر حتى تطلع الشمس، وكان أهل الشام يقرؤون السجدة بعد العصر، فكان أبو أمامة إذا رأى أنهم يقرؤون سورة فيها سجدة بعد العصر لم يجلس معهم.اهـ(المصنف لابن أبي شيبة (1/ 377).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهذا ظاهر ايضا في أنهم كانوا يقرؤون في الجماعة وبالجهر، لأنه المتبادر من قوله " يقرؤون سورة "، ومع ذلك لم يكن ينكر عليهم الصحابي الجليل أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -، بل كان يجلس معهم، إلا أن مذهبه كان يرى عدم جواز سجدة التلاوة في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، ولهذا كان يقوم إذا أرادوا قراءة سورة فيها سجدة.
5 - أخرج ابن أبي شيبة (1/ 375) قال:
حدثنا محمد بن بكر عن بن جريج عن عطاء قال: قلت له: أرأيت إن مرت حائض بقوم يقرؤون المصحف فسجدوا تسجد معهم؟، قال: لا، قد منعت خيرا من ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فعطاء هو ابن أبي رباح إمام مكة ومفتيها، وقوله " قوم يقرؤون المصحف " ظاهر في القراءة الجماعية الجهرية، فيكون الاجتماع على قراءة القرآن ثابتا أيضا عن أهل مكة بلا نكير من أئمتها.
6 - قال الحافظ حرب الكرماني تلميذ الإمام أحمد: " رأيت أهل دمشق وأهل حمص وأهل مكة وأهل البصرة يجتمعون على القرآن بعد صلاة الصبح، ولكن أهل الشام يقرؤون القرآن كلهم جماعة من سورة واحدة بأصوات عالية، وأهل البصرة وأهل مكة يجتمعون فيقرأ أحدهم عشر آيات والناس ينصتون، ثم يقرأ آخر عشر آيات حتى فرغوا.
قال حرب: وكل ذلك حسن جميل " انظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب (ص:344).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن الاجتماع على تلاوة القرآن جماعة ثابت من فعل السلف، خلافا للوهابية القرنيين وأتباعهم الغير الأصوليين.
7 - على أنه مع التسليم بعدم ثبوت الاجتماع على قراءة القرآن من السلف، فإن هذا لا يسوغ القول ببدعية هذا الفعل، على اعتبار أن الندب لا ينحصر فقط في الأفعال النبوية، فكم من مندوب تركه النبي - صلى الله عليه وسلم - لاشتغاله بما هو أهم أو لغير ذلك.
وقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح: "المندوب لا ينحصر في أفعاله - صلى الله عليه وسلم - " .
ويقول الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري رحمه الله تعالى: "ومن المعلوم بالضرورة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل جميع المندوبات لاشتغاله بمهام عظام، استغرقت معظم وقته، من تبليغ الدعوة ومجادلة المشركين والكتابيين، وجهاد الكفار لحماية بيضة الإسلام، وعقد معاهدات الصلح والأمان والهدنة، وإقامة الحدود وإنفاذ السرايا للغزو، وبعث العمال بجباية الزكاة وتبليغ الأحكام، وغير ذلك مما يلزم لتأسيس الدولة الإسلامية وتحديد معالمها، بل ترك - صلى الله عليه وسلم - بعض المندوبات تعمدا مخافة أن يفرض على أمته، أو يشق عليهم إذا هو فعله.
ولأنه - صلى الله عليه وسلم - اكتفى بالنصوص العامة الشاملة للمندوبات بجميع أنواعها منذ جاء الإسلام إلى قيام الساعة، مثل: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} [البقرة:197]، {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160]، {(((((((((((((الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (} [الحج:77]، {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا} [الشورى:23]، {فَمَنْيَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة:7]، وجاءت الأحاديث النبوية على هذا المنوال .. ، فمن زعم في فعل خير مستحدث أنه بدعة مذمومة، فقد أخطأ وتجرأ على الله ورسوله حيث ذم ما ندبا إليه في عموم الكتاب والسنة" .
وهذا بين واضح لا غبار عليه لمن رزقه الله حسن الفهم عن الشارع.
وترتيب الحزب مبني على الجواز الأصلي، إذ ليس في الشرع دليل على منعه في هذين الوقتين، و ترتيبه فيهما لا يعتقد أحد أنه فرض أو سنة، لا من العامة أو غيرهم، وقد كان السلف يرتبون أحزابهم من القرآن والذكر في أوقات محددة ولم يقل احد ان ذلك بدعة، الا على القواعد التي ابتدعها الوهابية .
و ما يقال من أن في قراءة الحزب تشويشا على المصلين المسبوقين يجاب عنه بأن غاية الأمر أنه تعارضت مصلحتان، فقدم الناس مصلحة قراءة الحزب لأنها أعظم في اعتقادهم، وأي مصلحة أعظم من الحفاظ على كتاب الله تعالـى و سماعه و إسماعه."
جميع البلاد الاسلامية دخلتها بدع وهلوسات الوهابية، فحرموهم من السنة ولبسوا عليهم دينهم، الا بلاد المغرب فهي محافظة على ثرات سلفها الصالح.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه فقوموا"
والائتلاف على القرآن، والاختلاف فيه، مِمَّا لا يتصور حدوثه في التلاوة الفردية، وجمهور العلماء على جوازها واستحبابها.
وقد كانت لهم في ذلك مقاصد معتبرة:
* منها تعاهد القرآن حسبما جاء فيه من الترغيب في الأحاديث ؛
* ومنها تسميع كتاب الله لمن يريد سماعه من عوام المسلمين، إذ لا يقدر العامي على تلاوته فيجد بذلك سبيلا إلى سماعه ؛
* ومنها التماس الفضل المذكور في الحديث إذ لم يخصص وقتا دون وقت.
ومذهب الحنابلة والشافعية استحباب ذلك وهو القول الثاني عند الأحناف، قال البهوتي رحمه الله في شرح منتهى الإرادات 1/256: ولا تكره قراءة جماعة بصوت واحد.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى 5/345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء ومن قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد، وللمالكية قولان في كراهتها. انتهى
وقال محمد بن محمد الخادمي في بريقه محمودية: وكره أن يقرأ القرآن جماعة لأن فيه ترك الاستماع والإنصات المأمور بها، وقيل لا بأس به ولا بأس باجتماعهم على قراءة الإخلاص جهراً عند ختم القرآن، والأولى أن يقرأ واحد ويستمع الباقون. انظر 3/270.
وفي الختام أقول :
اعلم - ايها القارئ الكريم - ان القول الذي استقر عليه مالكية المغرب هو الاستحباب، وارجع الى المعرب للونشريسي وشراح العمل الفاسي وغيره وما نقلته في التعليق فوق، وهذا هو الراجع عندنا تبعا للجمهور، ان لم تشتمل على الخروج على قواعد القراءة .... انتهى بحمد الله ، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد النبي الأمي وعلى آله الطاهرين وصحابته المرضيين وعلى جميع إخوانه ساداتنا من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين وعلى آلهم وصحبه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا أبدا دائما إلى يوم الدين، آمين.