بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله الذي أودع أسراره في أسمائه، وظهر بحكمه في أرضه، وبقدرته في سمائه، والصلاة والتسليم على سيدنا محمد خاتم أنبيائه، وعلى آله وأصحابه وعشيرته وأوليائه وبعد:
فهذا هو ورد التشريف بدعوة اسمه تعالى (( يا لطيف ))، ولهذا الاسم العظيم آثار ونفحات كبرى جعلته في صدارة ما يتعبد به السالكون ، في طلب الفتح وكشف الشدائد وقضاء الحاجات ، وقد انتفع ببركات هذا الذكر طائفة من الأكابر وأصحاب الأنفاس الطاهرة من السلف والخلف ، وألفوا فيه تآليف شتى ، غير أن بعض الأدعياء والجهلة قد حاولوا التشبه بهم على غير هدى ، فتعبدوا بالاسم محرفاً ، فانقلب سفلياً شيطانياً كله شر وتهويل ، فتراهم يبدءون ذكرهم قائلين (لطيف لطيف) بسكون الفاء ، وبتكرار الاسم على هذا الوضع مع السرعة ينقلب إلى (فلطي فلطي) ، وهو اسم شيطاني سفلي ، وهذا شبيه بما يكون منهم في ذكر اسمه تعالى (الله الله) حين يقلبونه مع السرعة جهلاً إلى (هَلاَّ هَلاَّ) وهو الاسم السفلي الشيطاني المقابل للاسم الإلهي الروحاني ، وهذا هو سر تأكيد شيوخنا على الذكر بياء النداء أو تنوين الاسم أول مرة ، وإسكانه في المرة الثانية مع الوقوف عليه ، منعاً من هذا التحريف (راجع كتاب المرجع للسيد إبراهيم الخليل) .
وطريقة التعبد (الجماعي) بهذا الورد كما تلقيناها :
بعد الابتداء بالاستعاذة والبسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول الحاضرون :
اللَّهُمَّ يَا لَطِيفُ نَسْأَلُكَ اللُّطْفَ فِيمَا جَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ ، الْطُفْ بِنَا يَا لَطِيفُ ، ﴿ اللّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ الْقَوِيّ الْعَزِيزُ ﴾ .
(يَا لَطِيفُ يَا لَطِيفُ) مائة مرة .
ويدعون على رأس كل (33 مرة) بالدعاء السابق "اللَّهُمَّ يَا لَطِيفُ، نَسْأَلُكَ... إلخ".
فإذا انتهوا قالوا :
اللَّهُمَّ يَا لَطِيفًا بِخَلْقِهِ ، يَا عَلِيمًا بِخَلْقِهِ ، يَا خَبِيرًا بِخَلْقِهِ ، الْطُفْ بِنَا يَا لَطِيفُ يَا عَلِيمُ يَا خَبِيرُ (ثَلاثًا) .
ويختمون بقولهم :
﴿ أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ .
ثم يقولون ثلاث مرات :
يَا صَاحِبَ اللُّطْفِ الْخَفِيِّ ، بِكَ نَسْتَعِينُ وَنَكْتَفِي .
ثم يقولون :
اللَّهُمَّ الْطُفْ بِنَا فِيمَا جَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ ، اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (ثَلاثًا) .
ويختمون بـ :
لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .
وللشاذلية اهتمام خاص بذكر هذا الاسم في جماعة ، مع مراعاة صحة اللفظ وتمام الأدب وحضور القلب .
أما التعبد (الانفرادي) :
فأن تتلو الاسم بالقدر الذي أذن لك به الشيخ وبالطريقة التي وجهك إليها فلكل مريد طاقة وحال :
ولاسمه تعالى (لطيف) مراتب ؛ فأولها (129) بعدد جمل حروفه ، وثانيها (516) عدد الجمل مضروبا في عدد حروف الاسم ، وثالثها (166441) بعدد الجمل مضروبا في مثله ، وكل ذلك أصله التجربة الصادقة .
وبعد أن تكرر هذا الورد بالعدد الذي أذن لك به تتلو الدعوة الخاصة التي سنذكرها بعد ، وكلها من الوارد المأثور عن السلف الصالح مرفوعا وموقوفا ، وهي :
نص دعوة اسمه تعالى (اللطيف)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اللَّهُمَّ الْطُفْ بِي فِي تَيْسِيرِ كُلِّ عَسِيرٍ ، فَإِنَّ تَيْسِيرَ الْعَسِيرِ عَلَيْكَ يَسِيرٌ (ثلاثا) .
(2) اللَّهُمَّ يَا لَطِيفًا فَوْقَ كُلِّ لَطِيفٍ ، الْطُفْ بِي فِي أُمُورِي كُلِّهَا كَمَا تُحِبُّ ، وَأَرْضِنِي فِي دُنْيَايَ وَأُخْرَايَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ (ثلاثا) .
(3) اللَّهُمَّ يَا مَنْ لَطَفْتَ بِخَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَطَفْتَ بِالأَجِنَّةِ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهَا ، الْطُفْ بِنَا فِي قَضَائِكَ وَقَدَرِكَ ، لُطْفًا يَلِيقُ بِكَرَمِكَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
(4) اللَّهُمَّ كَمَا لَطَفْتَ فِي عِزَّتِكَ دُونَ اللُّطَفَاءِ ، وَعَلَوْتَ بِعَظَمَتِكَ عَلَى الْعُظَمَاءِ ، اجْعَلْ لِي مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا ، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا ، أَدْعُوكَ آمِنًا ، وَأَسْأَلُكَ مُسْتَأْنِسًا ، فَإِنَّكَ الْمُحْسِنُ وَأَنَا الْمُسِيءُ إِلَى نَفْسِي ، فَجُدْ عَلَيَّ بِلُطْفِكَ الْكَامِلِ الشَّامِلِ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ : ﴿ اللّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ الْقَوِيّ الْعَزِيزُ ﴾ ، ﴿ إِنّ رَبّي لَطِيفٌ لّمَا يَشَآءُ إِنّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ .
(5) اللَّهُمَّ يَا لَطِيفًا قَبْلَ كُلِّ لَطِيفٍ ، يَا لَطِيفًا بَعْدَ كُلِّ لَطِيفٍ ، يَا لَطِيفًا لَطَفَ بِخَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، أَسْأَلُكَ لُطْفَكَ الْخَفِيَّ إِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ :
﴿ اللّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ الْقَوِيّ الْعَزِيزُ ﴾ .
(6) اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ اللُّطْفَ فِيمَا جَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ ، اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا يَا عَلِيمُ يَا خَبِيرُ .
(7) اللَّهُمَّ يَا مَنْ لُطْفُهُ بِخَلْقِهِ شَامِلٌ ، وَخَيْرُهُ لِعَبْدِهِ وَاصِلٌ ، وَسَتْرُهُ عَلَى الْكُلِّ سَابِلٌ ، لا تُخْرِجَنَا عَنْ دَائِرَةِ الأَلْطافِ ، وَآمِنَّا مِمَّا نَخَافُ ، يَا لَطِيفُ يَا عَلِيمُ يَا خَبِيرُ .
اللَّهُمَّ يَا لَطِيفُ نَسْأَلُكَ وِقَايَةَ اللُّطْفِ فِي الْقَضَاءِ ، وَالتَّسْلِيمَ مَعَ السَّلامَةِ عِنْدَ نُزُولِهِ وَالرِّضَا ، يَا لَطِيفُ يَا عَلِيمُ ، يَا خَبِيرُ .
إِلَهِي : لُطْفُكَ الْخَفِيُّ ، أَلْطفُ مِنْ أَنْ يُرَى ، وَأَنْتَ اللَّطِيفُ بِجَمِيعِ الْوَرَى ، فَأَدْخِلْنَا بِلُطْفِكَ أَمْنَعَ الْحُصُونِ يَا مَنْ يَقُولُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُون .
إلهي : لطفك هو حفظك إذا رعيت ، وحفظك هو لطفك إذا وقيت ، فأدخلنا سرادقات لطفك بي ﴿ كَهيعَصَ ﴾ واضرب علينا أستار حفظك بـ ﴿ حـمَ) [1] (عَسَقَ﴾ [الشورى 2] .
يَا لَطِيفُ هَذَا سُؤَالِي بِبَابِكَ ، وَهَذَا فَقْرِي إِلَى جَنَابِكَ ، وَانْكِسَارِي فِي رِحَابِكَ، فَالْطُفْ بِي خَفِيَّ لُطْفِكَ بِأَحْبَابِكَ ، الْوَاقِفِينَ بِأَعْتَابِكَ ، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ .
﴿ قَوْلُهُ الْحَقّ وَلَهُ الْمُلْكُ ﴾ .
﴿ سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رّبّ رّحِيمٍ ﴾ .
﴿ فَلْيَعْبُدُواْ رَبّ هَـَذَا الْبَيْتِ [3] الّذِيَ أَطْعَمَهُم مّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مّنْ خَوْفٍ ﴾ .
اللَّهُمَّ كَمَا أَطْعَمْتَهُ فَأَطْعِمْنَا ، وَكَمَا آمَنْتَهُمْ فَآمِنَّا ، وَارْفَعْ مَقْتَكَ وَغَضَبَكَ عَنَّا ، وَالْطُفْ بِنَا ، يَا لَطِيفُ ، يَا عَلِيمُ ، يَا خَبِيرُ .
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ، وَاكْشِفْ عَنَّا السُّوءَ (10 مرات) .
﴿ سُبْحَانَ رَبّكَ رَبّ الْعِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ [180] وَسَلاَمٌ عَلَىَ الْمُرْسَلِينَ [181] وَالْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ ﴾ .